رسالة الغفران الفن و الدلالة
:: المنتديات :: المنتدى العام :: منتدى الشعر والأدب
صفحة 1 من اصل 1
رسالة الغفران الفن و الدلالة
لم تكن مشاهد الرّحلة العلائيّة في "رسالة الغفران" سوى حمم يرجم
بها العقل العلائي
كلّ ماهو موميائي في الأخلاق والدين والفكر..وقد سلكت الرحلة غمار شعاب
متفرعة من القضايا سلك إليها المعرّي طريق الأدب والفنّ مشتغلا على البنية
والفكرية ... فلا سبيل إلى دراسة قسم الرّحلة من الرّسالة إلاّ متى نظرنا
إلى المستويين هما :
في إشكالية الجنس الأدبي :
اختلف النقّاد قديما وحديثا في تصنيف "الغفران" ضمن جنس محدّد، وقد
صدر القدامى عن مرجعيّة دينيّة أخلاقيّة في حين انخرط المحدثون في قراءة
إيديولوجية، من ذلك فقد اعتبرها :
- طه حسين في (تجديد ذكرى أبي العلاء) : قصّة خياليّة.
- سليمان البستاني في (مقدمة ترجمته لإلياذة هوميروس) : ملحمة.
- بنت الشاطئ في (البنية القصصيّة في رسالة الغفران) : مسرحيّة.
- حسين الواد في (البنية القصصيّة في رسالة الغفران) : بنية قصصيّة.
غير أنّ الرّحلة جماع أجناس : فقد استعارت من المسرح الحوار وصداحه، ومن
القصّة الرّاوي وحيله، ومن القصيدة الإيقاع وصوره، ومن المقامة السّجع
وأجراسه، ومن الخرافة العجيب وألوانه ... إنّها ملتقى الفنون وقد تآخت ...
تتنازعها عدّة أقطاب :
- في أدبيّة الشكل يتنازعها الترسّلي والقصصي.
- في أدبيّة الصّورة يتنازعها الواقعي والعجائبي.
- في أدبيّة الصّنعة يتنازعها الجدّ والهزل.
- في أدبيّة الفكرة يتنازعها الحق والباطل.
/ المستوى الفنّي :I
- الحركة الحديثة : تتنازعها حركتان :
حركة أفقيّة : قوامها تداخل السجلاّت اللّغوية (رسالة ابن القارح + آيات
القرآن + ردّ أبي العلاء الّذي هو بصدد التكوّن) فعل الكتابة
وحركة عمودية : هي الإقلاع من الأرض الرّاكدة إلى السّماء فعل
التخيّل.
- البنية القصصيّة : تتفرّع إلى خمسة مقاطع : 1- المعراج 2-
النزهة 3- المحشر 4- الجحيم 5- الجنّة، وهي مقاطع تخرق نظام القصّة
الأصلي : المعراج - الحشر - الجنّة - الجحيم - الجنّة.
خضعت إلى علاقات انضمامية وتتابعيّة.
- الشخصيات : تتوزّع إلى شخصيات
: تاريخية : متحوّلة من الأرض إلى السّماء (الشعراء - النحاة ...)
عجائبيّة: أصيلة عالم
الآخرة (رضوان - زفر).
حيوانية : من عالم الأرض
والجنة (الذئب - الإوزّة - ...)
- الرّاوي : الغيري : وهو شخصيّة ورقيّة تروي القصّ الأصلي في زمن
الحاضر وترصد حركة ابن القارح.
الذاتي : يتجلّى في القصّ الفرعي في زمن الماضي
(استرجاع ابن القارح لموقفه من المحشر).
- وظيفته : الوظيفة السّردية : تقديم الحكاية ورواية الأحداث التي
ينجزها البطل.
الوظيفة التنظيمية: ترتيب الأحداث ونسق السّرد في
النصّ.
الوظيفة الإفهاميّة : تتجلّى في محاورة الراوي للقارئ
لتوضيح الأحداث وشرحها.
الوظيفة التأثيرية : تبدو في النواحي الانفعالية
والأخلاقية والفكرية.
الوظيفة الإيديولوجية : تتمثل في ممارسة الدّحض
والنقد.
الاستطراد :
هو انزياح من معنى إلى معنى أو هو خروج من قضية إلى قضية جانبيّة
ينطلق في تحقيقها، والاحتجاج لها ويورد النظائر والأشباه ... ثمّ يعود
فيستأنف ما كان قد بدأه.
أنواعه : الدّعاء - الشّرح - التعليق.
الخيال:
هو صورة المواد أو المجرّدات في هيئة جديدة مغايرة لهيئتها الأصلية في
الواقع المحسوس أو التصوّري.
أنواعه : الخيال التمثيلي : وهو قوّة مصوّرة تحاكي الأشياء
الغائبة فيخيّل أنّها حاضرة، ويعتبر خيالا موازيا للواقع
: مثال تصوير الشخصيات في مجالس المنادمة.
الخيال المبدع : فيه ضروب من الاختراع والإنشاء
والتوليد وفيه الصّورة اكتشاف مغاير لما هو موجود وتأليف مستحدث يقوم
على مبادئ :
******** القلب : قد يكون جزئيا / كليا : مثال العوران الخمسة -
حمدونة ...
******** التركيب : التأليف بين شيئين منفصلين في الواقع ويشتق
منها شيئا جديدا.
******** التحويل : يقوم على مبدأ التعويض ورسم صورة جديدة
مخالفة للواقع (الأعشى).
******** التجسيد : يكون بتحويل المجرّد إلى حقيقة لعلاقة مشابهة (بيت
الخنساء في صخر).
الخيال الوهمي : يتمثّل في نسج الرّؤى والأحلام خياليا
وهو نوع من الفنطازيا ويسمّى بالخيال المجنّح على المفارقة التامّة
للواقع ولقوانين الطبيعة (مثال خروج الحورية من الثمرة) ويتميّز بالتضخيم
والتهويل.
روافده : الواقع : تحيل عليه البيئة الحضارية في القرن الرابع
للهجرة إذ تمثّل العقل العلائي مختلف تحوّلات المجتمع سياسيا واجتماعيا
وفكريا واقتصاديا.
الأدب : وظّف المعرّي ثقافته الأدبيّة وما نشأ في
عصره من مجالس الأدب فشكّلت مشاهد الرّحلة الغفرانية تناصا مع الأشعار
وصدى لمحاورات الأدباء والنحاة ...
الدّين : اعتمد أبو العلاء على النّصوص القرآنيّة
والأحاديث النبويّة وتصوّرات العامّة للجنّة والنّار.
يؤدي العجيب المدهش المسلّي (الخرافة - الأساطير) إلى الجميل
ويؤدي العجيب الخارق للطبيعة (القرآن) إلى الجليل، وقد ارتكز التخييل في
انزلاقه من جليل القرآن إلى جميل الغفران ومن رهبة الدّيني إلى متعة الأدبي
على أسلوب التفصيل لمظاهر النعيم والتعديد للذوات والشخصيات.
السّخرية :
فنّ في الكتابة توسّل به المعرّي لكشف شخصيّة ابن القارح وقد تجلّت في
المستويات التالية :
- التهكّم : وفيه يدلّ المعنى المباشر على معنى مختلف غير مناقض
للأول يؤدّي إلى ردّ فعل مزاجي. (مثال حاجة إبليس من ابن القارح).
- الملاعبة اللّفظية : يشتغل فيها الكاتب على الألفاظ التي تكون
حمّالة لدلالات شتى توحي بالمعنى وخلافه.
- سوء التفاهم : يتجلّى في اختلاف مقاصد القول إذ يتجه ذهن
المتقبل خلاف المتكلم فتنكشف نواياه.
- المعابثة : إبراز البطل في أوضاع لا تناسب سنّة وما يوحي به
ظاهره من وقار ورصانة.
أكتافيو باز.
/ المستوى الفكري :II
يحيل على جملة القضايا التي عالجها الكاتب من خلال مختلف مشاهد
الرّحلة.
- القضايا الأدبيّة :
- الشعر : يعرّفه المعرّي : "كلام موزون تقبله الغريزة على شرائط".
- صورة الشعر المادح : الكذب - الإلحاح - السّرقة الشعريّة.
- صورة الشاعر المنشود : الصّدق - الجمع بين القول والعمل - شجاعة
الرأي.
- القضايا العقائديّة :
1- الغفران : تصوّرات العامّة للغفران بسبب : الكلمة الطيّبة - الإيمان
بدين سماويّ.
2- الشفاعة : طلب الشفاعة بواسطة آل البيت وبالأقوال دون الأعمال
(الأعشى ...).
3- التوبة : تأخير التوبة إلى آخر العمر مع الإبقاء على الرّغبة في
الملذّات والشهوات.
4- الجزاء : ******** الجنّة : تمثّلها مخزنا للملذّات الحسّية
******** الجحيم : صورة من العذاب الدنيوي.
5- العدالة الإلهية : تتجلّى من خلال تفاوت مراتب الجنّة وموقع أهل
الجاهليّة من الجحيم.
- القضايا الاجتماعيّة : 1- انتشار مظاهر الترف والمجون
2- غلبة ظاهرة الوساطة
3- تهالك الناس على الملذّات
4-النفاق
5- الخصام
6- الطبقية
- القضايا السياسيّة : 1- واقع الجور السّياسي
2- التعالي على الرّغبة
3- لهو رجال الحكم وانصرافهم إلى حياة الملذّات والترف
4- التزلّف إلى الحكّام.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
:: المنتديات :: المنتدى العام :: منتدى الشعر والأدب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى